سلسلة الأدب في الدين للغزالي رحمه الله تعالى -2
الحمد لله ربّ العالمين
اللّهمّ صلّ على سيدّنا محّمد وعلى آله وأزواجه وذريّته وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين والصديقين والّشهداء والصّالحين وبارك وسلّم كما تحبه وترضاه .
( آمين ) اللهم إنا نسألك من كل خير سألك به عبدك ونبيك سيدّنا محّمد
صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم ونعوذ بك من كل شر أستعاذ منه عبدك ونبيك سيدّنا محّمد صلّ ياربّ عليه وعلى آله وبارك وسلّم
اللهمّ سلّمنا من الفتن ما ظهرمنها وما بطن ونعوذ بك من فتنة المسيح الدّجال
(آمين ياربّ العالمين ).
آداب معلم الصبيان
يبـــــــدأ بصـــــلاح نفســـــــــــــــــــــــــــه ( فانّ أعينهم إليه ناظرة و آذانهم إليه مصّغية
فما استحسنه فهو عندهم الحسن و ما استقبحه فهو عندهم ألقبيح )
ويلــــــــــــــــــزم ألصـــــــــــــــــمت فــــي جلـــــــــــسته والشّــــــــــــــــــــــــــزر فــــي نظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــره ( الشّزر : - المراد هنا ألنظر عن يمين وشمال ) ويكــــون معـــــظم تأديبـــــــه بالــــــــــرهبـــــــة و لا يــــــكثر الضـــــــرب
والتـــــــــــــــــــــــــعذيب و لا يحادثهم فيجترئوا عليه و لا يدعهم يتحدثون فينبسطون بين يديه و لا يمازح بين أيديهم أحدا ( لا يداعب أحد أمام الصّبيان ) و يتنزه عمّا يعطوه ( يتنزه : - يترفع ويتعفف )
و يتورع عمّا بين يديه يطرحونه يمنعهم من ألتحريش ( التحريش : - الإغراء بين ألقوم أو الكلام للتشاجر ) و يكفهم من ألتفتيش و يقبح عندهم ألغيبة
( الغيبة : - أن يذكر الإنسان غيره وهو غائب بما يكرهه لو كان حاضرا )
ويوحش عندهم الكذب والنميمة ( النميمة : - النم التوريش والإغراء ورفع الحديث إشاعة له وإفسادا وتزين الكلام بالكذب ) و لا يسألهم عن أمر ينوبهم فيثقلوه
( ينوبهم : ينزل بهم وينتابهم ) و لا يكثر ألطلب من أهلهم فيملّوه و يعلمهم ألطّهارة والصّلاة ويعّـــــــــــــــــــــــرفهم بمــــــــــا يلحقـــهم من ألنـــــــجاسة ِ
آداب المحّدث
يقصد الصدق .....و يجتنب الكذب..... و يحدث بالمشهور ( المشهور = الحديث الذي رواه ثلاثة فأكثر ولو في طبقة واحدة ولم يصل درجة التواتر )......و يروي عن الثقات ..... و يترك المناكير
( جمع منكر وهو الحديث الذي رواه الضعيف مخالفا لمن هو أدنى منه ضعفا ) ......و لا يذكر ما جرى بين السلف ويعرف الزمان ....و يتحفظ من الزلل والتصحيف واللحن والتحريف .
( الزلل = الخطأ .... التصحيف = الخطأ في قراءة الحديث بتغيير لفظ الحروف .....اللحن =الخطأ في اللغة .....التحريف = التغير في وضع حروف الكلمة ) ويدع المداعبة ......و يقل المشاغبة .....
و يشكر النعمة إذ جعل في درجة الرسول صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلم ....ويلزم التواضع......ويكون معظم ما يحدث به ما ينتفع المسلمون به من فرائضهم وسننهم وآدابهم في معاني كتاب ربّهم عز وجل....و لا يحمل علمه إلى الوزراء و يغشى أبواب الأمراء ( لا ينتاب ولا يأتي ) فأن ذلك يزري بالعلماء ( يقبح ويقلل ) ويذهب بهاء علمهم أذا حملوه إلى ملوكهم ومياسيرهم ( أغنيائهم ) .....
و لا يحدث بما لا يعلمه في أصله ...
.ولا يقرأ عليه ما لا يراه في كتابه ....
و لا يتحدث إذا قرئ عليه ....
و يحذر أن يدخل حديثا في حديث .
آداب طالب الحديث
يكتب المشهور
( ما رواه ثلاثة فأكثر ولو في طبقة واحدة ولم يصل درجة التواتر )
ولا يكتب الغريب
( هو ما انفرد به راو واحد في السند أو السند والمتن أو في بعض السند )
ولا يكتب المناكير
( الحديث المنكر= الذي رواه الضعيف مخالفا لمن هو أدنى منه ضعفا )
ويكتب عن الثقات
ولا يغلبه شهرة الحديث على قرينه
( قرينه =المقارن والمصاحب )
ولا يشغله طلبه عن مرؤته وصلاته
يجتنب الغيبة
وينصت للسّماع
ويلزم الصّمت بين يدي محدثه
ويكثر التلفت عند إصلاح نسخته
ولا يقول سمعت وهو ما سمع
ولا ينشره لطلب العلو فيكتب من غير ثقة
ويلزم أهل المعرفة بالحديث من أهل الدين
ولا يكتب عمن لا يعرف الحديث من الصّالحين