الرد العملي المقترن بالبرهان الساطع على أن الدين الإسلامي هو دين العلم حقاً؛ فمع إشادة الرسول
بالعلم ـ وترغيبه بتحصيله وتنويهه بفضل العلماء ـ قد ذكر كثيراً من
الحقائق العلمية وأشار إلى كثير من الأسرار الكونية مما هو موضوع العديد من
التخصصات في آفاق الكون ولم يستطع أحد إلى الآن أن يثبت وجود تعارض أي
دلالة كونية واردة في حديث شريف صحيح مع ما استقر من الحقائق العلمية اليوم
وأنى له ذلك.
إن الإعجاز العلمي يعتبر خير محرض لهمم المسلمين كي يتابعوا مسيرة البحث
والتجريب والمقارنة وغير ذلك من وسائل الكشوف العلمية والتقدم المعرفي، وفي
الوقت نفسه فإن ذلك يفضي إلى توسيع دائرة شواهد الإعجاز العلمي.
كما أن هذا الإعجاز العلمي يعتبر قناة آمنة ترفد بقية قنوات الدعوة إلى
الله والذي يتتبع أسباب دخول كثير من الناس في الإسلام - ممن كانوا نصارى
أو بوذيين أو يهود ـ يجد بحق أن فريقاً منهم قد ابتدأ سيره إلى الحق؛ والذي
انتهى به لإعلان شهادة الحق؛ من خلال معاينة لطائف الإعجاز العلمي في
القرآن والسنة.
ولا شك أن ظاهرة الرجوع إلى دين الإسلام من قبل الذين كانوا قدماً من
الشاردين الغافلين، وهكذا إسلام غير المسلمين؛ فإن ذلك كله أثمر مع ازدياد
يقين المسلمين بدينهم رجوعاً لحالة العزة في نفوس أبناء الأمة الإسلامية
بعد الكبوة التي حصلت لهم عقب سقوط الخلافة الإسلامية وهيمنة الدوائر
الاستعمارية عليهم.
وهذا كله يذكرنا بالحقيقة التي لا تتخلف أبداً؛ والتي أخبرنا عنها رسول الله
بقوله: